جدل شرعى حول زواج وطلاق الممثلين فى الأفلام والمسلسلات

يثير الطلاق والزواج الذي يحدث في المسلسلات والافلام السينمائية والتلفزيونية ،الكثير من التساؤلات وعلامات الإستفهام فهل هذا الزواج يقع صحيحا بتوفر كل شروطه من زوج زوجة وولى أمر ومأذون أم أنه مجرد تمثيل واذا كان تمثيل فما مدى توافقه مع الحديث الشريف ثلاثة جدهن هزل وهزلهن جد "الزواج والطلاق والعتاق" وفى حالة انعقاده فهل طلاق الممثل فى العمل الدرامى للممثلة المتزوج منها فى الحقيقه يقع أم لا هذا مانبحث عنه مع علماء وأساتذة الشرع فى الأزهر واليكم التحقيق
الدكتور أسامه مؤمن : لايقع ولايدخل فى الهزل
الدكتور على همت: الزواج يقع باكتمال شروطه ولايقع بالصمت
الشيخ عيدعبدالحميد: زواج التمثيل حرام والطلاق يقع
الشيخ فرحات المنجى : اجراءات الزواج والطلاق لاهزل فيها
الدكتور أسامه مؤمن أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالقاهرة يرى أنه
ينظر للقصد من الزواج نفسة فهو ليس زواجا حقيقيا فإن كان القصد سائغا فلابأس به
طبقا للقاعدة الشرعية الأمور بمقاصدها فمثلا اذا كان القصد السخرية من أنواع
الزواج التى تحدث فى المجتمع كزواج المتعة أو المحلل وبيان مضارها وأثارها القبيحه على الفرد والمجتمع فلابأس وأوضح أنه اذا تم تمثيل مشهد يسخر من الكفار وتقمص دوره ممثل فلايعنى أنه كافر وقد حدث ذلك قديما عندما قام أحد الرجال الذين قاموا بتكسير الأصنام فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وقال شلت يدى فقال الكفار شلت يده الآلهه فضحك وقال انها سليمة فقد كان يقصد بهم الاستهزاء والسخرية ويبين لهم أن الآلهه لاتنفع ولاتضر ، ومن ذلك فان هذا الزواج لا يعد بهذه الطريقة زواجا صحيحا بل هو ليس زواجا على الإطلاق، فهذه صورة زواج وليست زواجا، ولا يترتب عليه قواعد الزواج ولا أحكامه ولا آثاره ولا التزاماته، ولايتعارض مع الحديث النبوى ثلاثة جدهن هزل وهزلهن جد "الطلاق والعتاق والنكاح "لأن المقصد السخرية وليس فى ذلك هزل فزواج المسلسلات ليس هزلا وليس جدا، فالجد خاص بالزواج، أما الهزل فهو أن يقصد اللفظ ولا يقصد النتيجة، وفي كلا الأمرين لا ينطبق هذا على زواج المسلسلات والافلام ، فهو لا يهزل وإنما يقوم بتأدية دور".
أما الشيخ عيد عبدالحميد يوسف المشرف العام على الجامع الأزهر فيوضح أن زواج التمثيل حرام حيث لاتوجد به نية الزواج ويأخذها وسيلة للكسب غير المشروع ويفعل المنكر علنى من ضم وتقيبل وغير ذلك من الفواحش التى تسبب الإفساد فى الأرض حيث يأخذها الشباب كقدوة ويحاولوا تقليدها وتقمص هذه الأدوار وبين الشيخ عيد أن الطلاق لايقع طلاقا لأنه تمثيل فلم يوجد زواج حقيقى حتى يكون هناك طلاق أما اذا كان الممثل متزوج من هذه الممثلة وطلقها فى فيلم أومسلسل فإنه يقع طلاقا طبقا لقوله صلى الله عليه وسلم ثلاثه جدهن هزل وهزلهن جد وعد منها الطلاق أما اذا كانت متزوجه من آخر وتزوجت فى العمل الدرامى وحدث بينهم مايحدث بين الأزواج من معاشرة وتقبيل فهذا زنا وقال الشيخ عيد أنها اذا كانت زوجة للممثل ولم يطلقها فى هذا العمل الدرامى لكنه فعل معها مايفعله فى المنزل فهو كشيطان لقى شيطانه فغشيها أمام الناس ولم يحفظ للزواج عصمته وقدسيته بالتستر والحفاظ على الكرامة وستر العورة
ويشدد على أنه بناء على هذا فإن لفظ الزواج في المسلسلات ينتج أثره وينعقد الزواج، ويؤكد ضرورة أن يكون هناك وعي بهذه المسألة لكل من يقوم بتأليف الأعمال الدرامية موضحا أن "الإسلام وضع عقد الزواج في مكانة سامية، ولذلك جعل هذا العقد بمنأى عن الهزل والعبث، ولذلك وصفه القرآن الكريم بأنه ميثاق غليظ، ولم يوصف أي عقد من العقود بهذا الوصف إلا عقد الزواج".
ويضيف: "بناء على ذلك فإن الأصل أن يمتنع المسلم عن جعل عقد الزواج أو إنهائه عرضة للعبث أو للعب، فكل عبارة يقولها المسلم تتعلق بهذا العقد، سواء في عقده أو في إنهائه تنتج أثرها".
ويستكمل الدكتور على همت صالح الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر مشيرا أنه "إذا أجريت صيغة النكاح بين الممثل والممثلة إيجابا وقبولا مع وجود الشهود، فإن الزواج هنا يقع".واذا أراد الاعلام أن يفعل شىء مثل ذلك فيمكن تصوير مشهد يوضع فيه المنديل ولايتحدث أحد بصيغة العقود أما بالنسبة للطلاق في المسلسلات والأفلام فيقول صالح أن "الصورة التي يقع فيها الطلاق هي نفس الصورة التي انعقد فيها النكاح في المسلسل أو الفيلم".
ويتابع: "ومن ثم فإنه ينبغي على القائمين على الأعمال الفنية الابتعاد عن مشاهد الزواج والطلاق المكتمل الأركان، وخاصة أن المعتبر أصلا أن الأعمال الدرامية الاجتماعية يجب ألا تنطوي على مشاهد مخلة بالنظام العام أي النظام الشرعي".

وقد ذكرهذه الفتوى فضيلة الشيخ الشرباصى فى كتابه يسألونك فى الدين والحياة فمن أراد الإستفاضة فليرجع له
ويؤكد الشيخ فرحات المنجي - أحد علماء الأزهر ورئيس مدينة البعوث الإسلامية الأسبق- رحمه الله -وقوع الزواج الذي يتم على سبيل التمثيل في المسلسلات والأفلام فظهور ممثلة وممثل وبينهما مأذون على الشاشة، ثم القيام بعقد النكاح بالطريقة الشرعية، يقع اعتمادًا على العبارات المتفق عليها شرعًا، يعني أن الزواج قد تمّ بينهما، وإذا كانت الممثلة متزوجة في الحقيقة، فهي بذلك تجمع بين زوجين.
واستند المنجي في فتواه إلى أن إجراءات الزواج والطلاق لا "هزل" فيها بناء على الحديث النبوي الذي يقول: "ثلاث جدّهن جدّ، وهزلهن جدّ، النكاح والعتق والطلاق". وهو ما يعني عدم الاستخفاف بأي من هذه الأمور الثلاثة.
وطالب الشيخ فرحات أهل الفن بتجنّب هذه المشاهد، حتى لا يدخلوا في مواجهة مع الجهات الدينية المختصة، وخصوصًا أنهم قادرون على كتابة ما لا يتعارض مع أحكام الشرع.