صحفيو الفرز الثالث يقاضون المصرى اليوم


ارسلت نيابة حوادث جنوب القاهرة بإشراف المستشار محمد غراب المحامي العام طلبا للاستعلام من نقابة الصحفيين عن أسماء صحفيي المطار وعددهم للتحقيق فى البلاغ المقدم من 35 صحفيا من صحفيي المطار الى النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود ضد جريدة "المصري اليوم".. حيث وجهت النيابة تهمة الاخلال بواجب الإشراف علي ما ينشر لمجدي الجلاد رئيس التحرير وقررت إخلاء سبيله ووجهت تهمتي السب والقذف والإهانة للكاتب المتميز أسامة غريب
واليك نص المقال الازمة
المطار وصحفيو الفرز الثالث
بقلم أسامة غريب ٩/ ٤/ ٢٠٠٩
ليس جديداً الحديث عما أصاب الصحافة من تدهور وصل لدرجة أن مندوب الصحيفة فى الوزارة أو المؤسسة صار هو حامى الوزارة وراعيها والمتحدث باسمها فى جريدته.
نرى هذا واضحاً فى كل الوزارات التى تغترف من مال المصريين لتحمل مندوبى الصحف وتشحنهم فى رحلات الوزير ليقوموا بالتنزه وعمل الشوبنج على حساب فقراء مصر، تماماً كوزيرهم الهمام الذى لا يخرج الغرض من رحلته فى الغالب عن الاستجمام وإراحة أعصابه وجلب شرائط الفياجرا التى يقوم رجال السفارة بتجهيزها له، مع عقد ما تيسر من صفقات تحقق مصالح شركاته الخاصة، ثم يعود السادة الصحفيون من الرحلة ليكتبوا عن المفاوضات الشاقة التى خاض غمارها الرجل والاجتماعات المتواصلة التى عقدها والنجاح الباهر الذى حققته الزيارة.
ما يثير الدهشة والغضب هو أن هذه الأمور معلومة للكافة لكن يتم التعامل معها بقبول أقرب إلى الترحاب، ولا شك أن الليبراليين الجدد والقدامى يعلمون أن الصحفى فى الخارج لا يسافر لتغطية حدث إلا على حساب جريدته حتى يظل على حياده وموضوعيته ولا يخضع لغير ضميره المهنى.
لكن وسط هؤلاء الصحفيين الذين يقومون بتغطية أخبار الجهة التى عينتها لهم الصحيفة، ورغم كل المساوئ التى أوضحناها فإنه قد يبرز من بينهم صحفى شاطر ذو إمكانات طيبة أو محرر يملك حساً خبرياً عالياً يؤهله للانتقال إلى آفاق صحفية أرفع فى المستقبل. ولكن الجهة التى تختص غالباً بصحفيين نص كم متواضعى المستوى لا يملكون قدراً من الثقافة أو المهارة الصحفية هى المطار ولا أدرى لماذا!.
طول عمر المطار ينعم بأهم صحفيى الفرز الثالث الذين يجيد أقلهم كتابة خبر سليم، وأغلبهم عبارة عن رديف الصحافة الذين لم يفلحوا فى أى مهام صحفية أخرى.
صحيح كان هناك دائماً استثناءات شملت صحفيين على قدر كبير من المهنية والاحترام، لكن الغالبية لم تكن كذلك.
وفى ظنى أن السبب هو الخفة والاستسهال ورغبة رئيس التحرير فى وضع شخص »حلنجى« يقوم بأعمال التشهيلات له ولأسرته حين السفر.
والأمر الملاحظ أن أغلب هؤلاء الصحفيين ورغم تواضع حظوظهم من الموهبة وتدنى مرتبتهم داخل صحفهم يستطيعون إثارة رعب المسؤولين بالمطارات ويمتلكون نفوذا يبعث على الدهشة وسط شركات الطيران ووزارة السياحة بهيئاتها المختلفة، وينجحون باستمرار فى ابتزاز المسؤولين هناك والحصول على منافع لا حصر لها. وحتى يتأكد القارئ مما أقول، عليه أن ينظر فى صحيفته فى الصفحة التى تنشر أخبار المطار وليقرأها بتمعن ليدرك أنها لا تضم أى خبر حقيقى أو ذا معنى يهم القارئ.. كل ما سيجده هو تهويمات وتلميحات تحمل تهديداً لهذا المسؤول أو ذاك بكشف المستور (حتى دون أن يكون هناك أى مستور) أو إشارات تفيد بأنه سيضع المسؤول فى دماغه ويواصل الكتابة عنه سلبياً كل أسبوع.
وإذا أراد القارئ أن يتابع بقية اللعبة فليقرأ نفس الصفحة فى الأسبوع الذى يليه ومن نفسه سيكتشف أى المسؤولين خضع للابتزاز وقام بالمطلوب فتحول الحديث عنه من التهديد بفضحه إلى الإشادة بسياساته وحكمته! وأيهم لم يلتقط الإشارات ولم يلب النداء، وهذا سيستمر الحديث المستتر عنه والتلميح بفضحه والتهديد بفتح ملفاته.
والجدير بالذكر فى هذا الشأن أننا لم نر أبداً هذا التلويح بكشف المستور يتحول إلى حقيقة صحفية على شكل سلسلة تحقيقات مدعمة بالأدلة تثبت إدانة فلان المسؤول الفاسد أو علان المسؤول المرتشى.. دائماً يقف الأمر عند حد التهديد ولا يتعدى ذلك أبداً.
وفى الغالب يكون هذا بسبب تسوية الأمر والحصول على المطلب الشخصى الذى هو الغاية الأساسية والوحيدة من النشر، أو بسبب اليأس من استجابة المسؤول وعدم القدرة فى الوقت نفسه على أخذ موقف حقيقى منه قد يترتب عليه فقد عطاياه فى المستقبل!.والمزايا المرتجاة لا تقتصر على السفر البلّوشى بتذاكر مجانية والإقامة البلوشى فى الفنادق ومصروف الجيب، لكنها تشمل تعيين الأقارب والمحاسيب كما تتضمن تسهيلات لوجستية عند سفر الأنصار والأحباب كالإعفاء من الوزن والقافية وخلافه!.
وعند أى زيارة للأقصر أو أسوان أو الغردقة أو شرم الشيخ تجد تشكيلة من هؤلاء يتمددون على الشواطئ وبصحبتهم المدام والأولاد أو قابعين بمطعم الفندق يأكلون بالهنا والشفا.. ببلاش!ومن المعروف أن أحد هؤلاء قد ارتقى لفوق واعتلى صدر صحيفة مع بدايات تحول الدولة إلى الرخاوة والطراوة، الأمر الذى كان ملهماً لكل رفاقه فى صالات السفر والوصول الذين أيقنوا أن كل الأمانى ممكنة. ومن الغريب أن رئيسه الذى وضعه بالمطار ليكون فى خدمته قد لقى منه جزاء سنمار إذ منعه من دخول المؤسسة لسنوات طوال.. و تمر السنوات ويخرج فى التطهير ونتوقع أن يأتى مكانه أحد ولو من صالة الترانزيت أو من المطار الجديد! ولكن يحل محله آخر لا يقل عنه موهبة واقتداراً، لكن اتساقاً مع أيامنا الحلوة يأتى وخلفه سنوات من الخبرة اكتسبها عندما كان يعمل مندوباً للصحيفة فى.. موقف عبود!.



0 اضف تعليقا:

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

الحقوق محفوظة الاسرار           تعريب وتطوير