نجل الشيخ القرضاوي يجبر قناة "إن بي إن " علي منع بث حلقة سجلتها معه ماريا معلوف

يوم الاثنين الماضي انتظر جمهور برنامج مع ماريا معلوف المعتاد بثه في التاسعة والنصف مساء على قناةnbn اللبنانية وطبقا للإعلان الذي بث على مدى خمسة أيام فان الجمهور انتظر حوارا مع عبد الرحمن نجل الشيخ القرضاوي الذي رددت أنباء صحافية انه تشيع وذلك ما دعا والده لشن حملة على إيران والشيعة العرب بدعوى أنهم يمارسون تبشيرا شيعيا في البلاد ذات الأغلبية السنية وفي المقدمة منها مصر ، واستغرب البعض أن يقوم بهذا الهجوم بالرغم من موقعه على رأس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يضم علماء من السنة والشيعة .
ولكن الجمهور فوجئ بالقناة تكتب على شاشتها إشارة تفيد بان الحلقة لن تذاع بناء على طلب الشاعر عبد الرحمن القرضاوي ، واستغرب الدكتور علي محمد مهدي خبير الإعلام ذلك الفعل الغير مسبوق لبرنامج سياسي ، متغافلين أن حضور الضيف وتسجيله للحلقة تعني موافقته على إذاعتها ، وليس من المتصور ان تحصل القناة على موافقة بالإذاعة من عدمها إلا في برامج الدعاية والإعلان .
الكاتب الصحفي يوسف عيد استهجن هذه الخطوة من القناة معتبرا أنها ستؤثر بالسلب على مصداقية القناة ، وتمنى لو ان القناة بثتها مع بيان توضيحي من الضيف إذا ما أراد ، ورأى في تدخل الضيف في قرار إذاعة الحلقة من عدمه يمثل قيدا جديدا على حرية الإعلام المرئي .
ولقد علمنا من احد العاملين في الأستوديو الذي شهد تسجيل الحلقة ، أنها تضمنت موافقة صادمة للقرضاوي الابن تجاه القرضاوي الأب وتحدث عن حقيقة تشيعه ومواقفة السياسية بالإضافة الى انتمائه الشعري ، وانفعل القرضاوي الابن أكثر من مرة أثناء الحلقة مهددا بالانسحاب الذي نفذه في الثلث الأخير من الحلقة.
وعلمنا ان القرضاوي الابن مارس ضغوطا لمنع بث الحلقة لأنه يري انها تسيء للقرضاوي الاب والابن معا ، وكان الابن قد بدا طوال الحلقة متوترا ومنفعلا بدأت ماريا معلوف بذكر اسمه مقرونا بلقب القرضاوي .وعلى جانب أخر فانه من المنتظر أن تترك تلك الواقعة أثارا سلبية على علاقة ماريا معلوف بإدارة القناة .
يذكر ان ماريا ابرز الإعلاميات بالقناة التي التحقت بها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات بعد تركها لقناة النيو تي في ، وبرنامجها حقق حضورا عربيا متميزا لجرأته وتنوع مصادره العربية .

وحصلنا على البيان الذي كان مقررا ان تختم به الحلقة الممنوعة من البث وهذا نصه :
بلا رقيب عنوان برنامجنا .. وبلا رقيب عقد الاتفاق مع مشاهدينا .. والحقيقة والشفافية والوضوح عنوان رسالة الاعلام كما نفهمه .. ومن اجل الرسالة تلك نجوب العواصم ، قريبها وبعيدها ، بحثا عن الحقيقة بلا رقيب ،في لقاءات صريحة ومباشرة مع شخصيات فكرية، سياسية ، ثقافية ، واجتماعية .. وانطلاقا من علاقة الشفافية التي تعاهدنا عليها مع المشاهد فإننا نكشف لكم عن بعض ما جرى في هذه الحلقة التي جاءت منقوصة في الوقت والمعلومة .
فريق عمل البرنامج في القاهرة وبعد الاتفاق معنا بعث برسالة بريدية الى الشاعر عبد الرحمن يوسف مبديا الرغبة في حوار يتناول الشعر السياسي ، وشعر الرفض والتمرد ، والعلاقة بين الديمقراطية ومواجهة الكيان الصهيوني ، وشعر الفصحى والعامية بين الإبداع والالتزام .
استجاب الشاعر عبد الرحمن مشددا على انه من الواجب أن نؤدي رسالتنا في دعم المقاومة .
وهكذا فان الحالة السياسية هي الأكثر حضورا في البرنامج وإننا برنامج سياسيا في الأساس ونتعامل مع الشعر بقدر اقترابه من السياسة ، والسياسة تعنى الموقف السياسي من القضايا المطروحة ، وجمهورنا صاحب الحق في طرح الأسئلة على الضيف ، ولكننا فوجئنا بموقف الضيف وإصراره على الانسحاب دون استكمال الحلقة ، وحاول فريق البرنامج إثنائه عن موقفه المتشدد من استكمال الحلقة مع الالتزام بمراعاة القضايا ذات الحساسية عبر الحوار الهادئ لتكملة الحلقة على ما يريد باعتبار ذلك حقا أصيلا لجمهور البرنامج ، وتمنينا عليه إن يتخذ قرارا بالعودة للاستكمال بعدما يخرج من حالة الغضب التي لم نرى مبررا قويا لها وخاصة انه شاعر ملتزم بقضايا الأمة والوطن ومدافع قوي بشعرة عن حق المعرفة والحرية ، وانتظرنا أربع وعشرين ساعة ولكنه ظل على موقفه .
ما جعلنا نبثها ليشترك معنا الجمهور في الرأي والحكم .